اللّهُمّ إِنّ هَذَيْنِ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِكَ، وَ
هَذَيْنِ عَوْنَانِ مِنْ أَعْوَانِكَ، يَبْتَدِرَانِ طَاعَتَكَ بِرَحْمَةٍ
نَافِعَةٍ أَوْ نَقِمَةٍ ضَارّةٍ، فَلَا تُمْطِرْنَا بِهِمَا مَطَرَ السّوْءِ،
وَ لَا تُلْبِسْنَا بِهِمَا لِبَاسَ الْبَلَاءِ.
اللّهُمّ صَلّ عَلَى مُحَمّدٍ وَ آلِهِ، وَ أَنْزِلْ عَلَيْنَا نَفْعَ هَذِهِ
السّحَائِبِ وَ بَرَكَتَهَا، وَ اصْرِفْ عَنّا أَذَاهَا وَ مَضَرّتَهَا، وَ لَا
تُصِبْنَا فِيهَا بِآفَةٍ، وَ لَا تُرْسِلْ عَلَى مَعَايِشِنَا عَاهَةً.
اللّهُمّ وَ إِنْ كُنْتَ بَعَثْتَهَا نَقِمَةً وَ أَرْسَلْتَهَا سَخْطَةً فَإِنّا
نَسْتَجِيرُكَ مِنْ غَضَبِكَ، وَ نَبْتَهِلُ إِلَيْكَ فِي سُؤَالِ عَفْوِكَ،
فَمِلْ بِالْغَضَبِ إِلَى الْمُشْرِكِينَ، وَ أَدِرْ رَحَى نَقِمَتِكَ عَلَى
الْمُلْحِدِينَ.
اللّهُمّ أَذْهِبْ مَحْلَ بِلَادِنَا بِسُقْيَاكَ، وَ أَخْرِجْ وَحَرَ صُدُورِنَا
بِرِزْقِكَ، وَ لَا تَشْغَلْنَا عَنْكَ بِغَيْرِكَ، وَ لَا تَقْطَعْ عَنْ
كَافّتِنَا مَادّةَ بِرّكَ، فَإِنّ الْغَنِيّ مَنْ أَغْنَيْتَ، وَ إِنّ
السّالِمَ مَنْ وَقَيْت
مَا عِنْدَ أَحَدٍ دُونَكَ دِفَاعٌ، وَ لَا بِأَحَدٍ عَنْ سَطْوَتِكَ امْتِنَاعٌ،
تَحْكُمُ بِمَا شِئْتَ عَلَى مَنْ شِئْتَ، وَ تَقْضِي بِمَا أَرَدْتَ فِيمَنْ
أَرَدْت
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا وَقَيْتَنَا مِنَ الْبَلَاءِ، وَ لَكَ الشّكْرُ عَلَى
مَا خَوّلْتَنَا مِنَ النّعْمَاءِ، حَمْداً يُخَلّفُ حَمْدَ الْحَامِدِينَ
وَرَاءَهُ، حَمْداً يَمْلَأُ أَرْضَهُ وَ سَمَاءَهُ
إِنّكَ الْمَنّانُ بِجَسِيمِ الْمِنَنِ، الْوَهّابُ لِعَظِيمِ النّعَمِ،
الْقَابِلُ يَسِيرَ الْحَمْدِ، الشّاكِرُ قَلِيلَ الشّكْرِ، الْمُحْسِنُ
الْمُجْمِلُ ذُو الطّوْلِ، لَا إِلَهَ إِلّا أَنْتَ، إِلَيْكَ الْمَصِيرُ.